-->

يوميات عدمي وقع في الحب : اليوم الأول

وضعت قربي علبة سجائر، فنجان قهوة وحاسوبي الشخصي، ثم أدخلت معلوماتي لكي أدخل حسابي على الفايسبوك، حتى يتسنى لي القيام بجولتي الروتينية المعتادة على مجموعة صفحات علمية، ادبية واخرى فلسفية، وفي النهاية أتم كتابة خواطري على مجموعة تضم ترسانة من أناس مثلي، لديهم نفس الروتين تقريبا، أو أسوء، أشعلت سيجارة انتقيتها من بين السجائر المرتبة كقطيع من الماعز أو كجنود تتأهب لتمارين صباحية، ثم ارتشفت القهوة أتذوقها، فبدا لي مذاقها اليوم غير مألوف، ذلك أنني وضعت قطعتي سكر بدل واحدة كما اعتدت سابقا.

 عدد الرسائل اليوم كان أكثر من سابقيه برسالة، فاجأني ذلك كثيرا، حتى مرت أمامي عدة فرضيات، من تكون سكينة يا ترى؟ ضغطت على اسمها حتى أتمكن من التعرف على شخصيتها من خلال حسابها الشخصي، لكنه كان محجوبا، ذلك أنها ليست ضمن لائحة أصدقائي، عدت أقرأ رسالتها من جديد : "سلام زكرياء، لا أحد منا يعرف الآخر شخصيا، لكن خواطرك التي تنشرها في المجموعة أعجبتني، اسمي سكينة، تبدو غامضا رغم الصراحة التي تفوح عطرا في منشوراتك، لذلك وددت أن أتعرف إليك أكثر. مرة أخرى أنا آسفة على الإزعاج."


 لن أنكر أن رسالتها هي أول رسالة تجعلني أتسمر لساعات أمام الحاسوب، أفكر في رد مناسب، بل الأولى من نوعها التي ترغمني على التفكير طويلا فيما إذا كان علي أن أجيب أصلا أم أمتنع عن ذلك، فكرت مطولا في الأمر فأجبت : "سلام سكينة، معرفة الأشخاص من خلال حسابهم الشخصي أمر أجيده، لكن ماذا لو كان هذا الشخص يحجب حسابه؟ مهما كنت أبدو غامضا، رسالتك جعلتني أتيقن ان في هذا العالم يوجد من هم أكثر غموضا، لن أنكر ان هذا الغموض فيك منعني من تحاشي رسالتك، ويبدو انني أبادلك نفس الشعور، فلنتعارف إذن."


 -يتبع

إعداد : زكرياء بلقاسم