-->

يوميات عدمي وقع في الحب : اليوم السادس

اليوم السادس : اللقاء الأول !

لم أنم البارحة باكرا، كانت مشاعري متناقضة، وملأى بالغموض والعبث، لست أدري كيف أشرح ذلك، لكنني أحسست أنني سأتقيء قلبي، لست مستعدا لعلاقة مع شخص ما، فقد عشت السنوات الخمس الأخيرة وحيدا، أعمل على مدونة أدبية معروفة، ككاتب مجهول وأسترزق منها مالا أعيش به، أقصد أشتري به فطوري، غدائي، ثم عشائي، قهوة صباحية، بيتزا، سجائر، قنينات خمر أحيانا، وقهوة مسائية… هذه هي لائحة الطعام خاصتي، او هكذا اخترتها ان تكون.
-سكينة تتصل-
 لست في مزاج جيد الليلة، لم يدهشني اتصالها، فقد علمت كل شيء من يومياتها، بكنني أشعر أن علي أن أجيب حتى يتسنى لي شرح بعض الأمور.
"تأخرت في الرد، هل انت على ما يرام؟"
"في الحقيقة مزاجي ليس في حالته الطبيعية"
"وماهي الحالة الطبيعية لمزاجك؟"
"الكآبة، تجاهل الآخر، وأهم شيء..-صمت فجأة كقط ابتلع لسانه-"
"أكمل.. أهم شيء!"
 "أن قلبي لم يعد ينبض بشكله العادي، أقصد عندما نتحدث، تزداد ضربات قلبي.. انسي الامر"
"أتقصد أنك.."
"لا لا..اقصد لست ادري.. حسنا نعم.. مهلا ماذا تقصدين؟"
"لقد فهمت قصدي هذه المرة، توقعت ما قصدته"
"الحب؟ أليس كذلك؟"
"هل عليك ان تكون جديا حتى تسمي الاسماء بمسمياتها؟"
"ليس كذلك"
"حسنا دعنا نعترف بمشاعرنا، سيكون أفضل لكلينا"
"نعم، أريد ان أخبرك شيئا سكينة"
"تحبني أعلم"
 "لا ليس ذلك، أقصد نعم احبك، أحب كل شيء فيكد غموضك، نيكتوفيليتك، عالمك المعتم، عقلك المستنير، شموع الحنان في قلبك، رياح العشق في بساتين صدرك، لكن أود أن أخبرك شيئا آخر"
"أنا في الاستماع"
"قرأت البارحة يومياتك، وأنا آسف حيال ذلك، اعلم أنني اقترفت ذنبا لكن"
 "لا داعي لتبرير فعلتك، توقعت أنك ستقرأها، لا بأس بذلك، ليس عندي أدنا مشكل"
 "حسنا، علي أن أخبرك شيئا آخر، أنا لست ذلك الشخص الذي ربما تتوقعينه، أنا إنسان يعيش كالجراد وحيدا في قبوه، بين أربعة أحيط، لا أتواصل مع الغير، حتى طلباتي تكون عبارة عن رسائل فقط، المأكل المشرب، الملبس، كل شيء عبر الانترنت، لا اخرج من منزلي، أبدا.. أقصد كيف سنلتقي، هذا إن كنا سنلتقي يوما.. أقصد.. حسنا أقسدت الأمر مرة أخرى أليس كذلك.. إلى أين أنت ذاهبة، أراك تنهضين من كرسيك.. سكينة؟"
 انقطع الاتصال، فسمعت طرقات باب قوية، ما الذي يحدث، ربما اشتكى الجيران مني، كما حدث في العام الفارط، لأنني أرعب أبناءهم عندما يطرقون الباب، أقصد، أصرخ : ابتعدوا… توالت الطرقات دون توقف، هل هم الجيران الجدد؟
"من؟"
"إنها أنا سكينة"
"سكينة؟"

 -يتبع

إعداد : زكرياء بلقاسم