اليوم السابع : وجها لوجه
كنت أتصرف كمريض نفسي البارحة، أقصد أنني مريض نفسي تصرف على نحو غير نحوه، حاولت أن أكون كما في الأفلام الأمريكية، لكن التردد عكر مزاجي وغير من ملامحي، فتبعثرت كلماتي، وتلاشت قوة نظراتي.. أبله.
تخيل! فتحت الباب ونبض قلبي يعزف على طبول الجنود، فارتمت هي في حضني و أخبرتني أنها تحبني، فتغيرت تقاسيم وجهي، من وجه مبتسم إلى آخر متناقض المشاعر، صمت كالأبله، كمتشرد ضائع، مثل سجين فر من القمقم إلى بساتين الحرية وترك عائلته مسجونة، محكومة بالنسيان، والعذاب، والقهر، هكذا كان إحساسي."أهذه أنت؟ .. لكن كيف؟ أقصد.."
"لا تقل شيء، سأشرح لك حين ستسمح لي بالدخول"
"اه.. آسف.. أقصد تفضلي.. من هنا.. توجد بعض الفوضى، هذا لأنني.…"
"لا يهم، منزل جميل!"
"هل تمازحينني؟"
"وهل هذا وقت المزاح حتى أمازحك؟"
زادت ضربات قلبي إيقاعا فوق إيقاعها المعتادا، شخصيتك قوية، ليتك تعلمين ذلك!
"يمكنك الجلوس هنا..تشربين شيئا؟"
"لا شكرا، ها قد التقينا زكرياء.. أية مشاعر؟.. أحاسيس؟.. تريد أن تعبر عنها مثلا"
"اوو، احاسيس، نعم، هاهاها.. أحاسيس، اوك، حسنا، أقصد… دعيني أصب لك كأس ماء"
"هههه لا أحتاج ماءا"
"حسنا.. الجو حار أليس كذلك؟"
"ليس تماما، أنظر -أشارت باصبعها إلى النافدة، كانت الأمطار غريزة في الخارج-"
"اه، هه نعم نعم، كنت أمزح…. كيف وصلت إلى هنا؟"
"أسكن في المنزل المجاور لك، الشقة -س33- على ييسارك مباشرة، أحببت الغموض الذي أره كل يوم، عندما أراك من نافذة غرفتي، كل يوم تتجه إلى غرفتك، تضع فنجان قهوتك، حاسوبك وعلبة سجائر لكي تشرع في الكتابة.. آسفة على التجسس، لكنني كنت أراك دائما من نافذة غرفتي، أنظر إنها تطل على غرفتك… هل تعلم لماذا أغيب؟"
"لماذا؟… يا شمسي.."
"الشمس تغيب لكي ننام، وكنت أنا أيضا أغيب من أجلك، بقائي يعني شقاءك صباحا، زد على ذلك، أحب أن أراك نائما.. وآسفة على الساعات التي قضيتها دون نوم… واستغرقت فيها بسببي في التفكير"
"كلام.. جميل، أقصد تبدين جميلة اليو.."
قاطعتني… مدة دقيقة.. دقيقة كاملة… كانت راحتا يدها تحيطان بخدي، لبضع ثوان، من تم بدأتا تدعكان شعري، حتى استقرتا على ضهري… يا للهول…
"أحببتك أكثر مما ينبغي"
لست أدري لماذا خطرت على بالي كلمة "نسيان" حين أخبرتني بهذا… لكنني استبدلتها بأخرى.
"لست أدري، أقصد.. ما نفعله، أو…"
"هل تقصد القبلة؟"
"نعم، ما الذي يعنيه هذا؟.. لا تأخذي الأمر بشكل شخصي أقصد… أنا فقط، أتسال لا غير، لا أقصد سوى التساؤل!!"
"يمكنك أن تنسى الأمر، اعتبرها فقط… ما شئت، إنها 00:03، تأخرت، إلى اللقاء"
"إلى اللقاء"
-يتبع
إعداد : زكرياء بلقاسم